*...فيا قلبُ كم شردتنا رياح

Orange Lovers, 1984

.

في الأشهر اللي تلت تحرير الكويت كانت الحياة رتيبة. لم تكن الأسواق بهذا العدد، ولا المطاعم
محطات التلفزيون معدودة ولا تقدم الكثير.. لا انترنت
.
كنا نلتقي، أنا ومجموعة من هواة الرسم، أسبوعيا في منزل تمام الأكحل واسماعيل شموط في الجابرية
حال دخولنا لمنزلهم الهادئ نتوجه شمالا حيث المرسم المزدحم بلوحاتهم المعلقة.. بعضها غير مكتمل
.
اسماعيل يترك لنا المكان، لتعلمنا تمام الرسم على أنغام فيروز (كيفك انت)، ورائحة القهوة التركية
يطل علينا اسماعيل من وقت لآخر، يراقبنا، يهدينا كتبه.. أو حديثا قصيرا عن تلك اللوحة.. كيف شاهد النازحين يسقطون من العطش: "كان في شاب ع قد ما هو عطشان يحاول يشبط في قميص الرجال اللي قدامه حتى يشرب العرق النازل من ظهره".. يحكي لنا عن معرضه الأول في غزة، أيامه في القاهرة ومعرضه الأهم هناك، عن حبه لتمام، لبنان والحرب.. الأصدقاء في الكويت، والغزو
.

. Self Portrait, 1985

.
اسماعيل شموط بعد رحلة طويلة من فلسطين، إلى القاهرة، بيروت، الكويت، ألمانيا، والأردن.. توفي في لندن

كنت في الأشرفية/بيروت عندما وصلني خبر وفاته.. حزنت، بس لا أجيد كتابة المرثيات

.

__________________________

.

غداً الجمعة

نلقاكم في الثامنة والنصف مساءً في ساحة الإرادة

شارع الخليج ، مقابل مجلس الأمة

.

___________________________

سنرجع*