ليلة بألف ليلة وليلة

.
المحظوظون فقط هم من حضروا وسمعوا حمد الجوعان في الشيراتون قبل ساعات. المحظوظون أكثر هم من يعرفونه عن قرب. التعساء والمرضي هم من حاولوا اغتيال رجل بهذا التواضع والرقي والإخلاص. وما أقدر أكتب أكثر من ذلك لأن المشاعرما تزال مؤججة، ولكن وصلتني رسالة رقيقة تستحق المشاركة أرسلها عبد الله النيباري إلى حمد الجوعان: تذكير جديد بأخلاق نواب فقدنا وجودهم تحت قبة البرلمان، وبإمكاننا أن نعيد أحدهم في يوم 16 مايو
.

أخي حمد
.
غمرني السرور بعودتك للظهور لمخاطبة أهلك وإخوانك... أتمنى أن تكون هذه عودة لنشاطك الذي عهدناه، الوفاء ورؤاك السديدة ومواقفك الوطنية الصلبة مع الحق دائماً.
.
استذكر ذلك اليوم الكئيب عندما اخبرني الأخ محمد البدر قائد المقاومة الوطنية يبلغني بالرصاصة الغادرة ويحذرني بأنها قد تكون رصاصات قوى الفساد وتستهدف تصفية من وقف ويقف في وجهها من أبناء الكويت الشرفاء... وقد تكون الهدف التالي، وطلب مني الإتصال بالسفير الأميركي بصفتهم الدولة المسؤولة عن حق الكويت ومواطنيها قبل مجئ حكومتنا من المنفى.
.
عندما زرناك في المستشفى قلنا خابت يد الغدر وأنك ستعود معافى لعائلتك وأهلك وشعبك ورفاق دربك لتواصل معنا رسالتك وقد بذلت وتساميت على كل جروحك.
.
وتكلل ذلك بالعودة للنشاط الوطني في انتخابات 1992 التي تزاملنا فيها أنا وأنت وكانت إسهاماتك في المجلس جليلة، وخاصة في إقرار مشروع قانون حماية المال العام، وخاصة في ملاحقة السرقات الكبرى مثل قضية الناقلات والاستثمارات التي يعتقد الكثيرون أن موقفك في التصدي لها كان سبباً لما تعرضت له أنت ثم أنا لاحقاً.
.
بعد انتخابات 1992 اقترحت نهجاً تبنيناه في العمل السياسي بالتواصل مع المواطنين في لقاءات شهرية، وكان نهجاً مميزاً ضاق به صدر السلطة فمنعت استمراره.
.
أخي بو عبد الله غيابك عن ساحة العمل الوطني بسبب ما أحدثته رصاصات الغدر يترك فراغاً ملحوظاً ليس من السهل ملؤه، لكن فكرك ومنهجك ومواقفك قبسٌ مشع ما زال يضئ ويرشد،
إشراقتك اليوم تستنهض التفاؤل لدى إخوانك وأخواتك وأبنائك وبناتك من المواطنين في بناء كويت الأمل، كويت الرقي والتقدم والعدالة والمساواة والسلوك السياسي المهذب الراقي.
.
والسلام
.
مع تحياتي
عبد الله النيباري
.