Colonel Patience Makes It Big

.

سخيف وتافه ومخلّ وغير مبرر هذا الكم الهائل من البرامج الدينية على قنواتنا المحلية.. مقيتة ومضحكة في نفس الوقت نظرات القطان المضطربة وحواراته الركيكة مع المهتدين/الدعاة الجدد، خيالية قصص نبيل العوضي ومشيته بين المصاحف ومزعج صوته مع الصدى أو بدونه، مقلقة تلك العبارات التي يتلوها طفل ضرير لُقن الإيمان ليكون نجم برنامج فهد الكندري، مثير للدهشة ورفع الحاجبين طفل آخر يحاول تقليد مفهوم المشايخ للرجولة المتمثل في قصة الشعر وطول الثوب في برنامج محمد العوضي، مملة جدا قصة النبي يوسف على لسان إقبال المطوع، بيضاء جدا جدا لحية جاسم مهلهل (كبياض شعر تيد كندي رحمة الله عليه) وفارغة أحاديثه من أي معنى.. كل هذا وغيره، مثل لثغة النهام والنور المشع من وجه الزلزلة، تعودنا عليه، وأصبح هؤلاء، وإن كرهنا، جزءا من حياتنا ومصدرا للتندر والضحك في أحيان كثيرة.

.
جديد هذه السنة ونجمها في رأيي هو العقيد محمد الصبر الذي يقدم فقرة بعنوان "أمننا في رمضان"، فلولا بدلته الخاكية بشاراتها الملونة لظننت أنه شيخ حليق (والعياذ بالله من جيليت). سماحة العقيد لا يحذرنا، مثلا، من مخالفة "القانون" الذي هو أحد حماته كما يفترض، ولكنه يذكرنا بقيمنا الإسلامية، فلا يهم أن يكون التسول مخالفا للقانون، الأهم هو أنه ليس من الإسلام بشيء.. واليوم كان يحذر الشباب من الرعونة في قيادة السيارات مستشهدا بالأحاديث والآيات لا بقوانين المرور وإحصائيات الحوادث.. البرنامج بدأ إحدى حلقاته بدعاء "ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين". الذي ربما اختاره العقيد لأنه يحمل اسمه، ونسى أن الوزارة مسؤولة عن أمن المسلمين وغير المسلمين.. ركب العقيد موجة الإعلام المحلي الذي نجح فقط في تلميع الدعاة البوب ستارز طامحا بقليل من النجومية، فضيع مشيته ومشية عمرو خالد
..

May the charismatic trio be resting in peace

.

Song: Burning, by The Whitest Beard Boy Alive
.

وتمنياتي للدكتور أحمد البغدادي بشفاء عاجل كامل
.