من ديوان الفيء والغنائم والأنفال

تدني مستوى العمل السياسي في بلدنا الحبيب الصغير بمساحته، والكبير بتخبطاته أثر على معايير الخطأ والصواب لدى الكثيرين، وأنا منهم. حزنت لرؤية الوثيقة أدناه، ولم أصدم. حزنت فقط. قليلا. 2.5 من خمسة تقريبا، مو أكثر.. لأنني أختار، وبكامل إرادتي، أن أحافظ على الحد الأدنى من الثقة بالسياسيين الموجودين على الساحة (وهو خيار شخصي أنت، عزيزتي القارئة، غير ملزمة به). حزنت لأن "الهدية" التي قبلتها الدكتورة معصومة على نفسها لم تكن ماعون رهش، ولا بوم صغير صناعة تايوان، ولا حتى مضعدين ذهب.. الهدية قيمتها، بيت النازل، 300 ألف دينار كويتي. وهذا، في عرفي الشخصي جدا ورغم الاعتراف بتدني معاييري لمواكبة القيم المحلية في كويت الألفية الثانية، عيب وخطأ كبير. وكان الخطأ أهون لو اعتزلت الدكتورة العمل السياسي بعد تجربتها في الوزارة ولم ترشح نفسها لانتخابات مجلس الأمة، فتكون الهدية بذلك من السلطة إلى السلطة. ولكن من غير اللائق (و مرة أخرى، هذا حكم شخصي من حقك، عزيزي القارئ، أن تعارضه) أن يمثل الشعب من يقبل "هدايا" بهذا الحجم من السلطة أو من بيت الحكم. كان بإمكان الدكتورة الإعلان عن تلك المنحة، إن كان في رفضها حرج تتجنبه، والتبرع بها لصالح أي عمل خيري، ولو فعلت ذلك لتفادت حرجا أكبر، ولوفرت علي أنا أيضا حرج تناول هذا الموضوع، مع كل ما أكنه لها من تقدير

.

.

لن أفكر بما أسبغه الديوان من نعم وعطايا أخرى على رموز العمل السياسي لأن الحياة ستبقى بمبي وأنا جنبك وانت جنبي

وما أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل

أو، بور سم شوغر أون مي.. إن ذا نيم أوف لف

.